المؤسس

الشيخ عبد الرب عبد القوي العوادي وُلد عام 1929 ميلادية في قرية من قبيلة الموسطي، وكان شابًا طموحًا من منطقة العليا. بدأ مسيرته التجارية من الصفر، بإصرار وعزيمة، وتمكّن من التدرج في مراحل التوسع حتى أصبح من رموز التجارة. ورغم ما شهده العالم من تطور، إلا أنه لم يكن يسعى للسلطة مطلقًا. كان ضد الاقتصاد المركزي، لكنه استطاع التكيّف مع المرحلة الممتدة بين عام 1970 حتى وفاته، رحمه الله.

كان الشيخ جزءًا من عائلة العوادي التجارية التي بدأت منذ عام 1950 وحتى 1970 في تجارة المواد الغذائية ومواد البناء، وذلك قبل استقلال البلاد عن الاحتلال البريطاني عام 1967. وبعد الاستقلال، تولّى العمل بنفسه دون شريك، وقاد المركبة بنفسه، ودرّب أبناءه، وركّز نشاطه في مجال تجارة مشتقات النفط منذ عام 1970، حيث أصبح المقاول الوحيد في القطاع التجاري وقسم النفط في ما كان يُعرف آنذاك بالمديرية الغربية لمشتقات النفط المنتجة من مصافي عدن.

كما ساهم في إدخال التعاونيات الوطنية لتوزيع نفس المنتجات التي كانت تخص القطاع العام في ذلك الوقت، دون أن يؤثر ذلك على نشاطه التجاري. بدأ ببيع المشتقات النفطية ومنتجات مصافي عدن في منطقة يافع التي كانت تعاني من ضعف البنية التحتية، خاصة في الطرق التي تعيق وصول المشتقات النفطية إلى المواطنين. كان النقل يتم بوسائل تقليدية (كالدواب)، وكان يُوفّر هذه الخدمات من خلال مركزين للتوزيع، اعتُبرا في ذلك الوقت نهاية خطوط الوصول العام للسيارات.

كان المركزان في منطقة وادي ذي نحب، ومركز نقيل الخلا في منطقة أبهر. لاحقًا، انتقل نشاطه إلى سوق السلام في منطقة اللُّبعوس، ثم إلى سوق 14 أكتوبر في المنطقة الساحلية، بعد أن تم إيصال الطرق إليها. كما أنشأ أول محطتين نموذجيتين لبيع المشتقات النفطية بأساليب حديثة في سوق 14 أكتوبر وسوق جربه في الفليج، واعتُبرت هذه أول محطة وقود في المحافظة تؤمّن المشتقات النفطية للمواطنين.

رغم كل هذه التحديات، واصل نشاطه التجاري، ودخل مجال بيع مواد البناء والمواد الغذائية والسلع الكمالية، ووسّع تجارته. ثم انتقل إلى المدن الكبرى مثل العاصمة عدن، والحديدة، وصنعاء، وكان أبناؤه يرافقونه في مسيرته التجارية، وتعلموا منه، حتى أصبحوا رجال أعمال متمرّسين.

اشتهر الشيخ عبد الرب عبد القوي العوادي في جميع أرجاء اليمن شمالاً وجنوباً، وتوفي رحمه الله عام 1995 ميلادية. تولّى من بعده إدارة المجموعة وقيادة أنشطتها التجارية نجله عبد الرحمن عبد الرب، ومن بعده عبد القوي العوادي برؤية جديدة وآفاق أوسع، لمواكبة متطلبات العصر الحديث، وقد حقق كثيرًا من الأهداف والطموحات بفضل الله وتوفيقه.